هل القطة تشعر بصاحبها؟ ما لا تعرفه عن مشاعر القطط

20 سبتمبر 2025
Zarafaksa
هل القطة تشعر بصاحبها؟ ما لا تعرفه عن مشاعر القطط

هل القطة تشعر بصاحبها؟ يظن البعض أن القطط لا ترتبط بأصحابها مثل الكلاب، وأنها تعيش باستقلالية تامة دون مشاعر واضحة. لكن هل هذا التصور صحيح؟

في هذه المقالة، سنستعرض ما تقوله الأبحاث العلمية الحديثة حول قدرة القطط على التعرّف على أصحابها والتفاعل معهم عاطفيًا. ستكتشف كيف تعبر قطتك عن حبها بطرق قد لا تلاحظها.

هل القطة تشعر بصاحبها؟

رغم الاعتقاد الشائع بأن القطط كائنات مستقلة لا تبدي تعلقًا قويًا بأصحابها، إلا أن الدراسات تُظهر أن لديها عدة وسائل للتعرّف على صاحبها وتمييزه عن الآخرين. إليك أهم الطرق التي تستخدمها القطة لتعرفك:

  • حاسة الشم الخارقة: تمتلك القطة حوالي 200 مليون مستقبل شمي، مقارنة بـ 5 ملايين فقط عند الإنسان. تمكّنها هذه القدرة الفائقة من تمييز رائحة صاحبها بدقة، حتى في وجود غرباء.
  • تمييز الصوت: القطط قادرة على التفريق بين صوت صاحبها وأصوات الآخرين. وكشفت بعض الدراسات العلمية، أن القطة تتفاعل بشكل مختلف عند سماع نبرة صوت مألوفة، بل وتستجيب بشكل أوضح عندما يُنادى اسمها بنبرة مميزة.
  • البصر والذاكرة: على الرغم من أن القطة لا ترى التفاصيل الدقيقة كما يفعل البشر، إلا أنها تستطيع تمييز شكل وجه صاحبها جزئيًا والاحتفاظ به في ذاكرتها. حيث تشير الدراسات الحديثة إلى أن القطط تعتمد على مجموعة إشارات بصرية وحركية، وليس الوجه فقط، لتتعرف على الأشخاص المألوفين.
  • العوامل السلوكية والروتينية: العادات اليومية، مثل: أوقات الطعام، وأسلوب اللعب، والتدليل المتكرر، تعزز من قدرة القطة على بناء رابط شخصي معك. كذلك، التربية المبكرة والاحتكاك المنتظم يزيدان من ترسيخ صورتك في ذاكرتها.

هل تمتلك القطط مشاعر تجاه أصحابها؟

رغم مظهرها الهادئ أو حتى المتحفّظ أحيانًا، إلا أن القطط ليست خالية من المشاعر. بل تشير الأدلة الحديثة إلى أنها قادرة على بناء روابط عاطفية حقيقية مع أصحابها، بل والتفاعل مع حالتهم النفسية بشكل ملحوظ.

  1. الاعتراف العاطفي: القطط يمكنها التقاط إشارات الحزن أو القلق لدى الإنسان، وتغيّر سلوكها استجابة لذلك. يُعرف هذا السلوك ب "العدوى العاطفية"، حيث تحاكي القطة مزاجك أو تحاول تهدئتك بالبقاء قربك أو بالخرخرة بصوت ناعم.
  2. الارتباط الآمن: في تجارب سلوكية، أظهرت نسبة كبيرة من القطط – تصل إلى 65% – سلوك ما يُعرف بـالارتباط الآمن، وهو نمط يظهر عند الأطفال أيضًا، حيث تبدي القطة ارتياحًا عند عودة صاحبها بعد غياب. كذلك، لوحظ ارتفاع في هرمون الأوكسيتوسين (هرمون الارتباط) بعد اللقاء، ما يعكس وجود رابط عاطفي حقيقي.
  3. علامات الحب والتقرّب: تعبر القطة عن مشاعرها بطرق متنوّعة: الصفصافة باستخدام الأرجل الأمامية، والخرخرة خصوصًا أثناء التلامس، والجلوس أو النوم قريبًا منك، وإحضار هدايا مثل: فرائس صغيرة كالحشرات والفئران، وهي علامة على ثقة وألفة.

الجدير بالذكر أن الصفصافة هي حركة تقوم بها القطة عندما تضغط بأقدامها الأمامية بالتناوب على سطح ناعم، مثل: حضنك أو وسادة. كأنها تعجن شيئًا! تشبه تمامًا حركة الطفل الرضيع عندما يضغط على بطن أمه أثناء الرضاعة.

القطط ليست باردة المشاعر: تصحيح للمفاهيم الشائعة

كثير من مربي القطط يظنون أن قططهم "باردة" أو "لا تهتم"، لمجرد أنها لا تُظهر مشاعرها بطريقة مباشرة مثل: الكلاب. لكن الحقيقة أن هذا التصور الشائع غير دقيق إطلاقًا.

وذلك لأن القطط كائنات مستقلة بطبعها، نعم، لكنها ليست خالية من المشاعر. استقلالها لا يعني أنها لا تحبك أو لا تشتاق إليك، بل إن طريقتها في التعبير تختلف. هي تعبّر عن الارتياح والحب والاهتمام بطريقتها الخاصة – ربما بصمت، بنظرة، أو بجلسة هادئة بجوارك.

وفي دراسة حديثة، فضّلت القطط التفاعل مع الإنسان على الطعام، ما يشير إلى أن ارتباطها بالبشر أعمق بكثير مما نتصور. حيث تختار أن تجلس بجوارك رغم أن وعاء الطعام ممتلئ، وهذه رسالة قوية: "أنا معك لأنني أحبك، لا لمصلحتي فقط".

نصائح لتعزيز العلاقة مع قطتك

بناء علاقة قوية مع قطتك لا يحتاج إلى كلمات كثيرة، بل إلى تفاصيل صغيرة تُحدث فرقًا كبيرًا. إليك بعض النصائح التي ستساعدك على تقوية الرابط بينك وبين قطتك:

  • لا تطغ على رائحتك الطبيعية: تعتمد القطط بشكل كبير على الشم للتعرّف عليك. استخدام عطور قوية أو مواد تنظيف مكثفة تربكها أو تجعلها تنفر. حافظ على رائحتك الطبيعية التي اعتادت عليها.
  • اختر نبرة صوت هادئة: تميّز القطط صوتك، بل وتفضّل نبرة معيّنة تشعرها بالأمان. تحدّث إليها بنبرة منخفضة وحنونة، ووجّه الكلام مباشرة لها عند التفاعل.
  • التفاعل والمكافآت: خصّص وقتًا للعب معها مستخدمًا ألعاب القطط والتي صممت خصيصًا لتناسب طبيعتها، وقدم لها مكافآت بسيطة عند تجاوبها.
  • روتين وبيئة مألوفة: القطط تحب الاستقرار. وفّر لها بيئة آمنة لا تتغير كثيرًا، والتزم بروتين يومي يريحها نفسيًا ويجعلها تشعر بالأمان بقربك.

ختامًا، نعم، القطة تشعر بصاحبها وتكوّن معه رابطة عاطفية حقيقية، تتجاوز مجرّد الاعتياد. احرص على فهم إشاراتها وتطبيق النصائح لتعزيز هذا الارتباط الجميل. دلّل قطتك بما تحب من ألعاب وطعام مميز عبر متجر زرافة، واجعل علاقتكما أقوى كل يوم.